روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الأراجـــوز!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الأراجـــوز!


  الأراجـــوز!
     عدد مرات المشاهدة: 2449        عدد مرات الإرسال: 0

الذي يخاف عليك ويراعي شعورك ومصلحتك وفي آخر المطاف هو أراجوز يحب التنطيط والتلون ولبس الوجوه والالوان دون أن يخجل أو يشعر بأن هناك خطأً إرتكبه ففي عقيدته أن له كل الحق في أن يتصرف مع الناس بأي شكل طالما هذا يحقق مصلحته الشخصية وطظ في أي من الأمور الأخري.

هذا الشخص موجود داخل كل إدارة من الإدارات وداخل كل مصلحة وفي كل العائلات فهو شخص محبوب ومخلص وودود ولا يشعرك بالسكين الذى غرسه فى جنبك إلا بعد أن يكون الوقت قد فات وإنتهى أمل إنقاذك وعودتك للحياة.

هذه الشخصية سبب الكثير مما تراه مصر الآن من تخبط وتردد وما يراه المسئولون من ضبابية الرؤية وعدم الوضوح فالعازفين على أوتار النفاق ومحركى الأراجوزات لا يسعهم أن يتركوا الناس تهنأ بالاستقرار أو أن يتصور المسئول أنه يستطيع إتخاذ قرار لا يفتى فيه هؤلاء الأراجوزات.

ومن صفات الاراجوز أنه يستطيع أن يضحكك ويسليك ويحكى القصص الجميلة التي تأخذ بالعقل وتوحى بكثرة المعلومات والمدارك ولكن الأصل فيه أنه يضحك عليك ويريد أن تكون أحد الأراجوزات التى يحركها هو فبعد أن كان له سيد يحركه ويمسك خيوطه أراد أن يكون هو السيد ويخلق جيلا جديدا من الأراجوزات الصغيرة التى يربيها على يديه ويشربها الصنعة لتصبح خليفته فى الملاعب ويمارسون آلاعيبهم على عباد الله الغلابة.

ولأن الأراجوز عروسة تحركها دائما أيادى لا يراها المشاهد ولا يعرف أهداف هذا المحرك والغرض منه أو حتى الإمخاخ التى تدفع لتحريك هذه الأراجوزات من هنا كانت خطورة هذا الأراجوز المتغلغل داخل مجتمعنا وتتشابك خطوطه مع أغلب تصرفاتنا على كل المستويات من القاع إلى القمة فليس بالضرورة

أن يكون الأراجوز شخص وضيع أو قليل القيمة بل أنه فى أغلب الأحيان يكون قريبا من المسئول ويستمتع بالقرب منه ويتمنى له الرضا لكى يستطيع أن يلف أحباله على كل أطراف اللعبة ويستطيع التحكم فى آخر الأمر فى قرار المسئول ليكون هو قراره دون مراعاة لصالح الناس أو ما يكلف هذا القرار المسئول من تلوث لسمعته أو حتى إهدار لما ليس من حقه.

هذا هو حالنا فى مصر وهذه هى آفة الادارة في الأروقة المصرية وإذا حدث وإنكشف شغل الأراجوزات أمام أحد تنقلب الآية من الوداعة إلى الشراسة ويبدأ فصل جديد من التهديد والوعيد والتلويح بالمستمسكات التى على المسئول لكى يخاف ويرضخ لرغبات الاراجوز.

حمى الله مصر من الاراجوزات وأتباعهم ومحركيهم والدافعين لهم من أموال الغلابة والأموال القادمة لهم عبر الحدود.

الكاتب: أحمد سامح.

المصدر: جريدة أخبار اليوم.